اقتباسات

مساحات فكرية عن الهجرة النبوية الشريفة د. محمد زيدان عبده زيدان يكتب:

الخروج عن الديار مماثل لقتل النفس(3 )

إن طلب الإسلام للحرية ليس طلبا مرحليا، وموقفه منها ليس موقفا نفعيا براغماتيا، بل كانت الآيات صريحة بأن لا إكراه في الدين بعد أن تبين الرشد من الغي ولم يكن الجهاد من بعد ذلك إلا طلبا للحرية وإزالةً للقيودِ والعوائقِ المادية التي تحول بين الناس وبين ما يعتقدونه بحرية “وَقَاتِلُوهُم حَتى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِينُ كُلُهُ لِلهِ فإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَ اللهَ بِمَا يَعمَلُونَ بصيرٌ”!

ولما كان المسلم رساليا وصاحبَ دعوةٍ وفكرةٍ كان موطِنُهُ حيثُ تتحقق حريتُهُ في التبليغ والعبادة وكل أمور دينه، لذلك كان قَدْرُ المُهاجرين كبيراً وقد مدحهم الله في عدة آيات لأنهم قدموا مصلحة الدعوة التي لا تنبت إلا في أرض الحرية على ذواتهم “فَاسْتَجَابَ لَهُم رَبهُم أَنِي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنكُم مِن ذَكَرٍ أَو أُنثَى بَعضُكُم مِن بَعضٍ فالذِينَ هَاجَرُوا وَأُخرِجُوا مِن دِيَارِهِم وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفرَن عَنهُم سَيئَاتِهِم وَلأُدخِلَنهُم جَناتٍ تَجرِي مِن تَحْتِها الأَنهَارُ ثَواباً مِن عِندِ اللهِ واللهُ عِندَهُ حُسنُ الثَوَاب”، وقوله تعالى “وَمَن يُهَاجِر فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِد فِي الأَرضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً ومَن يَخْرُج مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُم يُدْرِكْهُ المَوتُ فَقَد وَقَعَ أَجرُهُ عَلَى اللهِ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيماً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arالعربية