مقالات

هل تحتاج المرأة المسلمة إلى إنقاذ ؟

هو عنوان كتاب للأكاديمية الأمريكية ليلى أبو لغد أعادت فيه رسم صورة المرأة المسلمة في عالم ما بعد أحداث 11 سبتمبر.

وسأستلف منها هذا التوصيف في الحديث عن موقف المرأة الإيرانية في خضم العدوان الصهيوأمريكي على إيران،ومن موقف الإعلامية الإيرانية سحر إمامي رمزية لفاعلية المرأة المسلمة وقوتها في الإنخراط في الشأن العام بعكس تلك الصورة التي يتم إختزالها وتنميطها فيها بما يتماشى مع الأهواء الإمبريالية.

لطالما كانت قضية المرأة المسلمة محوراً للنقاشات والجدل على الساحة العالمية بين من يراها ضحية ومن يرى أن لديها من الحقوق ما يفوق نظيراتها من مجتمعات أخرى.

تزايدت الأصوات من خارج العالم الإسلامي التي تنادي بإنقاذ المرأة المسلمة وذهبوا بهذه الدعاوي إلى التبرير للإستعمار والتدخل في دول أخرى بدعاوي التحرر والليبرالية ونجد أفغانستان التي تحررت من التدخل الأمريكي من سنوات كانت مثالاً حياً لهذه الدعاوي التي لا ترى في من يخالفها إلا التخلف والرجعية وأنه بذلك يحتاج إلى إنقاذ،وغالباً ما كان يرتبط هذا النداء للتحرر من القيود بالتحرر من الزي الإسلامي ومن ثم التحرر من الهوية الإسلامية.

تطور الأحداث الأخير في إيران ذكرّنا ببعض أحداث أفغانستان في 11 أيلول / سبتمبر عندما جاءت دعاوي التدخل الامريكي لكابل تحت هذه الدعاوي الـتحررية،بالإضافة إلى تلك التوقعات التي كانت تقول بخشية النساء والفتيات اللواتي نشأ جيل كامل منهن تحت راية الحقوق والحريات التحول إلى الفئة الأضعف في البلاد والخوف عليهن من المكاسب اللاتي حصلن عليها خلال عقدين من الزمن.

هذا التساؤل الذي افتتحت به ليلى أبو لُغد مقالتها لا يزال فاتناً حتى اللحظة: ” هل حقاً تحتاج المرأة المسلمة إلى إنقاذ ؟

للإجابة على هذا التساؤل لنأخذ من موقف الإعلامية الإيرانية سحر إمامي مقدمة لأن نقول أن الزي الإسلامي يمثل أكثر من مجرد لباس خارجي بلا مدلول أو معنى فهو تعبير عن هوية وثقافة وحضارة،فكما يمثل (البرقع) الزي الحضاري والثقافي والرسمي الذي ترتديه النساء الأفغانيات والذي نجد حضوره الكثيف في كتاب ليلى أبو لغد وقد أخذت في تفسيره بمنحى يربطه بأعمق الصفات الشخصية والذاتية بالنسبة للفرد وبالنسبة للمرأة،ولا نجد ذلك ببعيد عن إيران فالزي الإيراني الذي ظهرت بيه المذيعة سحر إمامي والذي يسمى (چادر) يجسد في تلك المرأة القوية كافة الدلالات الحضارية والثقافية المرتبطة ببلد له تاريخه الحضاري الممتد وتجسدت فيه روح الثورة الإسلامية التي ما زالت متقدة في ذلك الشعب المقاوم .

نجد في ذلك الموقف أن المقاومة أرتبطت بالهوية والشجاعة وخلقت بذلك رمزية مُهيبة وذلك في أثناء تأدية الإعلامية سحر لعملها في البث المباشر من منطقة شرقي إيران وذلك إثر تعرض مبنى القناة لقصف مباشر ،ظهرت فيه الإعلامية بكامل قوتها وشجاعتها والأهم إعتدادها بهويتها فعادت واستكملت تغطيتها الإعلامية بادئةً لها بقول (الله أكبر) في مشهد وكأنه من أحد سير الصحابيات والمجاهدات .

سحر إمامي نموذج للإعلامية التي لها رسالة وقيمة،التي لم يؤثر عليها الإعلام بشكله الحديث الذي يجعل من النساء وكأنهم دُمى يشكلهم كيف يشاء بل استطاعت أن تُطوع الإعلام بهويتها وصبغتها الإسلامية وأوضحت أن الإعلامي له دور وتأثير بأكثر من نقل الحدث وأستطاعت أن تُرينا كيف تحولت هي نفسها للحدث والرمزية في آن واحد .

في ختامي للمقال في زمن تتعدد فيه التحديات أمام المرأة، تبرز سحر إمامي كصوت جريء ورمز مشرف للمرأة المسلمة التي جمعت بين المهنية والثبات على المبدأ،لم تكن شجاعتها مجرد موقف عابر، بل مسيرة مستمرة من قول الحق والدفاع عن القيم، وسط عالم إعلامي مليء بالتقلبات والضغوط. لقد أثبتت أن المرأة المسلمة قادرة على خوض غمار المهنة بكل إتقان دون أن تتخلى عن هويتها أو تتنازل عن مبادئها. جسدت سحر إمامي بذلك نموذجاً يُحتذى به، ودليلاً على أن الإعلام لا يحتاج إلى أن تتحول إلى دمية ممسوخة تشكلها الرأسمالية كيفما تشاء بل يحتاج إلى إيمان راسخ وعقيدة ثابتة،ولنجيب أخيراً على سؤال هل تحتاج المرأة المسلمة إلى إنقاذ؟ أقول لا ،بل من يحتجن لذلك من أرتضين أن تُشكلهن الدعاية الإمبريالية وأدواتها كيفما تشاء .

سارة مأمون العطايا

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏بسمر الله رحمن حركة المستقبل للإصلاح والتنمية أمانة الشباب قطاع الفكر والثقافة المستقبل این صدای ملت ایران :است الله اللهاکبر مقال هل تحتاج المرأة المسلمة إلى إنقاذ (قراءة في موقف الإعلا مية الإيرانية سحر إمامي وهنگا کشکام ΚΗMEΝ https://t.me/mostgbalfikr f .facebook.com/share facebook. https://ww.facebook.com/share https://www. /1F3Waqct1F/‏'‏‏

كل التفاعلات:

١٦١٦

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arالعربية