د. محمد زيدان عبده زيدان يكتب : مساحات فكرية عن الهجرة النبوية الشريفة

الخروج عن الديار مماثل لقتل النفس( 1)
ديار الإسلام هي أي موطن تتوفرُ الحرية حيث تتحقق هذه القيمة للمسلم ولسواه ثم يكون التدافع بالحُسنى والحوار. والإسلامُ ابنُ الحُرية لايخشَى سَاحاتِها!
وذَم القرآنُ كل من تمسك بموطنه فبَقِيَ مَسلُوبَ الإِرَادَة “إِن الذِينَ تَوَفَاهُمُ المَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِم قَالُوا فِيمَ كُنتُم قَالُوا كُنا مُستَضعَفِينَ فِي الأَرضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرضُ اللهِ وَاسِعةً فتُهاجِرُوا فِيهَا فَأُولئِكَ مَأوَاهُم جَهَنمُ وَسَاءَت مَصِيراً”. إن ديار الإسلام هي أي موطن تتوفرُ الحرية حيث تتحقق هذه القيمة للمسلم ولسواه ثم يكون التدافع بالحُسنى والحوار. والإسلامُ ابنُ الحُرية لايخشَى سَاحاتِها!
إن الحرية المتحققة من الهجرة بكل تضحياتها دلالة على مكانتها في الإسلام، فهي رسالة للمسلمين لعدم التفريط فيها خضوعاً لظالمٍ أو استكباراً على ضعيفٍ قيمةً ثابتةً ومقصداً دائماً في حالتي الضعف والقوة.
بقي أن نذكر بأن عالم الأفكار هو الحاكم على عالم العلاقات والأشياء، فلولا المفاصلة بين المهاجرين وأهل مكة في المعتقدات لما كان أمر الهجرة الجسدية ممكناً ولولا الهجرة التي تمت في طريقة التفكير من “إِنَا وَجَدْنَا ءآباءنا عَلى أُمةٍ وَإِنَا عَلى ءاثَارِهِم مُهتَدُون” إلى “قُل هاتُوا بُرْهَانَكُم إن كُنتُم صَادِقِين” لما أحدثت الهجرة الجسدية أثرا في تاريخ البشرية، فكانت الهجرة المؤسسة لحضارة هجرةً متعددة الجوانب وشاملةً مُتسقةَ الخُطى.