الجزيرة ثقافة و فراسة

الجزيرة ثقافة و فراسة
بقلم ✍️
أ. عبدالعاطي عبدالكريم الطيب
أمين أمانة الثقافة و الفكر بالحركة – ولاية الجزيرة
مطروحة الجبين من سوبا لسنار
نيلينك من غرام لبسوك سوار
اكنافك موطأة فيها ماء وخضار
ولي عزاز القبايل صرت احسن دار
لاشك ان كلمة ثقافة عند السودانين معناها البسيط هي الشخص المتعلم الذي يعرف شيء من كل شئ، ولكن عندما نقول الجزيرة ثقافة هذا يعني مجموعة من القيم والمعتقدات والعادات والتقاليد التي تميزها عن غيرها من حيث اللهجات والتدين و الأدب و الفنون وهذا ما جعل شكل التماسك الاجتماعي يختلف عن غيرها من المجتمعات الاخري فهي ارض التقابة وو الخلاوي في ابو حراز و الشكينية و ود الفادني و الشيخ طه، و هي منبع الفنون الكاشف محمد الامين و الأمين عبد الغفار، و هي ارض العلم والعلماء جامعة الجزيرة ومبارك المجذوب وأرض التاريخ الشكابات و الحلاويين و عبدالقادر ود حبوبة، و هي سلة غذاء السودان حيث مشروع الجزيرة و المناقل و الرهد و الجنيد، و هي ارض الصناعات الباقير و مارنجان و الحلة الجديدة، كل هذا صنع نظاما اجتماعيا اختلف عن غيره مما خلق هوية داخل الهوية السودانيه .
و لكن ما حير الناظر لهذا المجتمع تلك الفراسة التي ظهرت في حرب الكرامة بعد اجتياح الاوباش لهذه البلد المعطاءة فالتاريخ يكرر و يعيد نفسه، فما فعله ويفعله أبناء الجزيرة وشبابها من تضحيات ستخلد في تاريخ السودان،. خاصة مايقدمه أشبال درع السودان في معارك كردفان و ما يحير ماهو الدافع لكل هذه التضحيات ، كان بإمكانهم أن يكتفوا بتحرير الجزيرة فقط ولكن هذا هو التنوع والثقافه المقصودة والإيمان الراسخ بان هذا الوطن هو الوطن الواحد الذي يستحق ان نحرر كل شبر فيه و دون ذلك المهج والارواح،، وهذا رد عملي على مايشاع من بعض فقراء الفكر محدودي الثقافة بقولهم لماذا يموت ابناء الجزيرة في كردفان؟ اقول لهم بأن الجزيرة هي كردفان ودارفور والشمالية وشرق السودان وجنوب السودان و وسط السودان، و هذا ما حققه التنوع الاجتماعي و الثقافي لمجتمع الجزيرة.
تقبل الله شهداءنا وشفى جرحانا وأعاد اسرانا ونصرنا على القوم الظالمين
ولنا لقاء و عودة في قضية الكنابي.